أعتقد أن المشرّع لم يحالفه التوفيق حينما أوكل انتخاب نواب الجاليات الموريتانية في الخارج إلى نواب الجمعية الوطنية، فكان من الأولى أن يتم انتخاب نواب الجاليات مع انتخاب نظرائهم في الجمعية الوطنية ، وأن يترك التصويت للموريتانيين المقيمين في الخارج دون غيرهم ؛ فالمقيمون بالخارج أدرى بمصالحهم ، و أعرف بالمؤهلين لتمثيلهم من غيرهم ، أما نواب الداخل فلا علاقة لهم بالجاليات ولا معلومة لديهم عن هموم أفرادها ومشاكلهم إلا ما تتناقله وسائل الإعلام من أخبار تحتاج أحيانا الدقة والتمحيص وتتطلب القرب والمتابعة للوقوف على حقيقتها .
وبما أن المشرّع قد فعل ما فعل، وأوكل انتخاب نواب الخارج إلى ممثلي الشعب في الجمعية الوطنية ، ولم يعرْ أي اهتمام لمجتمع الجاليات ، وبما أن أحد المترشحين عن الجاليات في قارة آسيا هو الدكتور محمد سالم الهاشمي ( ابو عبد الرحمن ) فقد رأيت أنه من حقه علينا نحن في الجالية الموريتانية بالمملكة العربية السعودية تحديدا أن نقدم بين يدي الحدث شهادة حية تتحدث عن الخدمات الجليلة التي ظل يقدمها لصالح هذه الجالية، وأن نُنوّر الآخرين ممن ليست لهم معرفة جيدة بهذا الرجل، وما يقدمه من خدمات لمجتمع الجالية ؛ فرجل الأعمال الدكتور أبو عبد الرحمن قد عرف في السنوات الأخيرة وقد حمل على عاتقه هموم الجالية الموريتانية في المملكة العربية السعودية وخصوصا في المدينة المنورة ومكة المكرمة ، فأياديه البيضاء في سماء جاليتنا بالحجاز كالشمس في رابعة النهار، لا يستطيع أحد من أفراد الجالية نكرانها .
ولن أتتبع العمل الخيري الذي بات سمة من سمات الرجل في الجالية منذ أن تعرفت عليه، وربما لا تسرّه المجاهرة بعمل أراده أن يكون خالصا لله تعالى، ولكنني سأقف على خدمة جليلة مذكّرا بها ، ويعرفها كل فرد من أفراد الجالية ؛ فالدكتور الهاشمي لما شاهد صعوبة تنقل كبار السن من افراد الجالية من المدينة المنورة التي تضم أكثر من 80% من أفراد الجالية على مستوى المملكة إلى مكاتب القنصلية في مدينة جدة لتخليص إجراءاتهم المدنية ، استأجر مقرا على حسابه الخاص ووضعه تحت تصرف القنصلية العامة ليكون رديفا لمكاتب القنصلية على مستوى المدينة المنورة ، فاستفاد منه أفراد الجالية بشكل كبير خصوصا كبار السن والمرتبطين بأعمال تحد من سفهرم خارج المدينة ، وهو أمر لا يكاد أحد يتذكره من سكان المدينة المنورة إلا ودعا له بالخير ، ولا يزال هذا المقر موجودا تحت إشراف القنصلية العامة حتى وقت كتابة هذه الأسطر .
هذا بالإضافة إلى رعايته لمدارس التحفيظ ، والجمعيات الخيرية التي يديرها بعض أفرد الجالية ، وكان من حسناته أيضا أن اختبارات القسم الخارجي بجامعة لعيون ظلت تنظم في المبنى المذكور بالمدينة المنورة ، وهو أمر لا ينساه له أفراد الجالية ؛ إذ وفر عليهم تنقل أبنائهم لجدة حيث مباني القنصلية العامة التي أديرت فيها اختبارات السنة الأولى، وكانت تكاليف التنقل والسكن قد أثقلت كاهل الآباء مما جعلهم يترددون في تسجيل أبنائهم لدى الجامعة في السنة الموالية، وهو أمر كاد ينسف مشروع التعليم بالقسم الخارجي التابع للجامعة برمته لولا تدخل الدكتور محمد سالم الهاشمي ووضعه المبنى المذكور تحت تصرف الجامعة أيام الاختبارات.
كما أن الهاشمي قد أصر شخصيا على تكريم الدفعة الأولى من طلاب الجامعة من أبناء الجالية في حفل بهي تم تنظيمه نهاية السنة الدراسية الماضية على حسابه الخاص ، إحساسا منه بأهمية العلم والمعرفة ، وتثمينا لجهود شباب أبلوا البلاء الحسن في ظروف تتسم بالقسوة والشح، وتنويها بجهود الجامعة في الجالية .
وبدون شك فإن الدكتور أبا عبد الرحمن الهاشمي هو الرجل المناسب لتمثيل أفراد الجالية على مستوى الجمعية الوطنية ، وهو القادر على فهم أولوياتهم ، وتقديم الحلول لمشاكلهم ، خصوصا أن الرجل قد انتدب نفسه لخدمة المجتمع من غير انتخاب ، تطوعا لله رب العالمين ، ولو وكل الأمر لمجتمع الجالية لما تردد أحد من أفرادها في تزكيته وانتخابه .
هكذا رأيناه ، وهكذا نحسبه، ولا نزكي على الله أحدا ..