أخبار عاجلة

متى يتم الإعلان الجاد عن تأسيس الجمهورية ؟ بقلم شيخنا ولد الناتي

1 يناير,2014 - 13:44

Photo_00105وجدت الدولة الموريتانية الحديثة نفسها إبان حصولها على الاستقلال من دولة فرنسا أمام واقع اجتماعي يصعب على القائمين على وضع الحجر الأساسي لقيام الجمهورية تجاوزه ،ما لم يتعاملوا معه بجد وحزم متلازمين . الأمر الذي جعل البلاد وبعد مضي نصف قرن على استقلالها لا تزال تراوح مكانها، وكأنها في الأيام الأولى من تاريخ الستينات فهل الدولة الفرنسية ساهمت في هشاشة هذا البنيان ؟ أم  أن غياب رسم مبادئ ملامح الجمهورية ، ساهم بشكل مباشر في إعاقة هذه الدولة الفتية ؟  لا شك أن أي مستعمر لا يخرج عن بلد ،إلا بعد أن يزرع  ألغاما تنفجر كل ما اقتربت منها مخلفة خسائر ثقافية وبشرية، وأكبر موضع ركز عليه في زرع هذه الألغام هو الفوارق الاجتماعية ، فالدولة المؤسسة تأسيسا سليما يصعب عليك تمييز فوارقها الاجتماعية وذلك لوجود تكافؤ في الفرص لكافة مكوناتها على اختلاف ألوانهم ومشاربهم  الثقافية .

وللحديث عن الدولة لابد من توضيح للعناصر المكونة لها فهي تتكون من عنصرين ( عرب – زنوج ) ،كلهم يدين بالإسلام وهي نعمة أعطاها الله لهذه الدولة يمكن استغلالها في تقوية اللحمة الوطنية  ،والعرب والزنوج كل منهما له نفس التوزيع الاجتماعي وسنتطرق إلى كل فئة على حده من عناصر المجتمع الموريتاني .

–          جماعة الركاب : وهي جماعة لعبت دور القيادة في المجتمع وقد ضحت بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على كرامة هذه  الأمة ،إذ لا يمكن تجاهل مكانتها المتميزة في المجتمع وعليه لا يمكن إهمالها إن أردنا تأسيس الجمهورية .

–          جماعة الكتاب : ويتمثل دورها المتميز في نشر الثقافة الإسلامية في هذا المجتمع الكريم ،وقد ساهمت في عزل المستعمر ثقافيا فهل نصدق أن تقوم الجمهورية بإهمالها ؟

–          جماعة الفنانين : وهي الجماعة التي حفظت للمجتمع تراثه، واستطاعت أن تلعب دور الإعلام الناجح فيعود لها الفضل في مطاردة الفرنسيين وذلك بقصائد حماسية كانت معينا لجماعة الركاب في مهاجمة العدو. فكيف نصدق إهمالها في تأسيس الجمهورية ؟

–          جماعة لحراطين : وهي جماعة لا يمكن الاستغناء عنها فقد كانوا يدا عاملة صادقة في خدمتها لهذا المجتمع ، وقد سهروا الليالي من أجل رفاهية هذا المجتمع ، ولا يمكن تغييبهم عن تأسيس الجمهورية.

–          جماعة لمعلمين : كانت الجماعة العاملة هي الأخرى ووفرت للمجتمع الخيام ،التي كان يسكن فيها ،والبندقية التي يدافع بها عن نفسه ،والآلة الموسيقية التي يعزف عليها ، مما يعني أن حضورهم في بناء الجمهورية ضروري .

–          ونفس الجماعات  توجد في الزنوج ،ولها نفس الأدوار التي عند العنصر العربي  ،ولا يمكن الاستغناء عن أي عنصر منها .

–          وعليه فإننا مطالبون بمحو الفوارق الاجتماعية داخل الجمهورية ،وأن لا تشعر أي جماعة باستهدافها أو بممارسة التمييز السلبي ضدها ،فإن ذلك يعرض البلاد إلى انهيار يصعب بناؤه في المستقبل .

–          وما لم يشعر كل شخص مهما كان انتماؤه لأي جماعة بقيمة حقيقية داخل المجتمع ،ويساهم بنفسه في تقوية اللحمة الوطنية ،فسيبقى هذا البلد الغالي أعرجا ،يسير على ساق واحدة  أمام أعدائه ،فل نقف وقفة رجل واحد أمام دعاة التفرقة وتضييق الخناق عليهم حتى لا يجدوا منفذا يدخلون منه .فلتعش  موريتانيا حرة ومستقلة ، ووفق قادتها لما يخدم الوحدة الوطنية .

–         بقلم شيخنا ولد الناتي

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى