أخبار عاجلة

إليك يا فخامة الرئيس الدكتور: محمد ولد حم

27 أغسطس,2014 - 18:00

الشواف2 (2)   بسم الله الرحمن الرحيم
في أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة الموافق:22/ 8/ 2014م/ وبينما كنت أتنقل بين المحطات التلفزيونية الوطنية الخاصة ببلدي مكان العلم والعلماء بلاد المرابطين بلاد شنقيط التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بعلمائها بحثا عن برنامج ديني ينفعني في ديني إذ لفت انتباهي برنامج تبثه قناة المحظرة تلك القناة الطيبة التي افتتحت حديثا من طرف فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان البرنامج مباشرا وتحت عنوان:”أسباب النزول” يقدمه الفقيه الشاب أمين ولد الشواف فتابعته فإذا بالموضوع الذي يتناوله هو: “الوسطية في الإسلام” ويا له من موضوع ما أشد أهميته إذ شهد العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة موجة عارمة من الغلو في الدين وانحراف في الفكر وتشويه صورة الإسلام كل ذلك تحت شعار الدين والتدين مما جعل بعض الشباب يقع فريسة سهلة له، ونتج عن ذلك ما يشاهده الجميع الآن من سفك للدماء وهتك للأعراض وانتهاك للحرمات وقد عانت من ذلك الدول الإسلامية أكثر من غيرها، وتضرر الإسلام منه حيث ألصق به الإرهاب والتطرف من قبل أعدائه بل وحتى من بعض أبنائه،
فتصدى بعض علماء الأمة لهذه الظاهرة فأقيمت الملتقيات والندوات المطالبة بانتهاج فكر وسطي يجنب المسلمين التطرف ويعيد للإسلام صورته الناصعة وألقيت آلاف المحاضرات وألفت مئات الكتب في شأن ذلك،
لكن الملفت للنظر فعلا هو أن هذا الشاب الفقيه استطاع في محاضرة واحدة فقط لم تستغرق أكثر من ساعة تتخللتها الإجابات الشافية على مختلف الأسئلة القرآنية والفقهية وغيرها استطاع أن يختزل كل ذلك مبينا أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال فعلا فهو وسطي في كل شعبه وجميع جوانبه من عبادات و معاملات وأخلاق بل و حتى في المنع والعطاء و الغضب والفرح و إشباع الغرائز وكبح الشهوات، مبينا كذالك أن الدين الإسلامي هو دين الفطرة الإنسانية الذي يحمل الإنسان على التوازن بين الدين والدنيا ولا يكلفه ما لا يطيق، كل ذلك بينه الشاب الفقيه بعبارات سلسة واضحة تحمل أفكارا عميقة تدل على سعة العلم وسرعة الفهم وحدة الذكاء قل أن يوجد لها نظير وبلغة سهلة الفهم يقرب فيها المعنى لكل سامع فما رأيت أحدا أسرع انتزاعا للآيات الدالة على الموضوع منه ولا رأيت أحدا أشد استحضارا لمتون الحديث وعزوها إلي الصحيح أو المسند أو السنن منه، كأن الكتاب والسنة وأقوال العلماء نصب عينيه وعلى طرف لسانه فأعجبت بتقديمه وقد خالطني الفخر والإعتزاز أن يوجد في وطني شاب في مثل عمره ويكون على هذا القدر من العلم والمعرفة والإحاطة والمقدرة على التوصيل وقد جعلني هذا الشاب الفقيه أحس أن بلادي ما زالت على العهد الذي تركها عليه الآباء والأجداد،
وأنا أشاهد هذا الشاب يصب العلم الغزير جالت نفسي في موضوع دمج الشباب في الحياة العامة الذي لا تكاد تخلو قناة تلفزيونية في وقتنا الحاضرمن ندوة أو مقابلة تناقشه في ظل تعهد رإيس الجمهورية بذالك في مأموريته الثانية فأدركت أن هذا الشاب وأمثاله هم كالدرر واللآلي ووجودهم نادر جدا وهم أحق بمنحهم المكانة التي تخولهم القيام بأكبر دور إصلاحي في مجتمعهم ودولتهم أولا ثم في أمتهم ثانيا،
وأخلص إلى القول بأن هذا الشاب الشيخ الفقيه الذي لا أعرف لأي جهة من جهات الوطن ينتمي بل ولا حتى لأي قبائله لهو حري بأن يوضع في المكان الذي يليق بمكانته كفقيه وعالم شاب جمع بين العلم وفهم الواقع وحسن الأسلوب والتوازن والإعتدال في الطرح حتى يلعب الدور المرجو منه في التوجيه والإرشاد والتبيين لمجتمع هو في أمس الحاجة لمثله في ظل انقسام الشباب ما بين منحرف إلى إفراط أو إلى تفريط،
فمن هذا المنبر أطالب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز الذي نال العلماء والأئمة في حكمه مالم ينالوا في الفترات السابقة والذي وعد بإعطاء الأولوية للشباب خاصة في مأموريته الثانية أطالبه بجعل هذا الشاب الفقيه في المكان المناسب الذي يؤهله لدور أرجو أن يعود على أمتنا كلها بالنفع العام قبل أن تستقطبه دولة أجنبية كما استقطبت العشرات من علمائنا فنحن أحق منهم بعلمائنا،
وما كتبت هذه الحروف إلا نصحا ونطقا بكلمة الحق وبحثا عن المصلحة العامة لهذا البلد، وظني برئيس دولتنا كبير.
والله الموفق والهادي إلى الصراط المستقيم.
الدكتور: محمد ولد حم مقيم في فرنسا

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

إلى الأعلى