في خطابه اليوم أمام رئيس الجمهورية، أكّد هذا الرجل مرةً أخرى أنه رجل دولة وسياسي من طراز نادر.
ففي الوقت الذي كان بعضهم يُعدّ الخطابات للرد عليه، ظنًّا منهم أنه سينزل إلى مستوى السطحية السياسية، فاجأهم بخطاب ترحيب مختصر، ذكي، ومحسوب بدقة، متماشٍ تمامًا مع طبيعة الزيارة وضيق الوقت.

بتلك الخرجة، وضع خصومه في زاوية ضيقة جدًا، وكأنه يقول لهم بوضوح: تعلّموا السياسة أولًا، ثم مارسوها.
كانت خطوة موفقة في التوقيت والأسلوب، بعيدة كل البعد عن التمييع غير المبرر الذي لا يخدم لا المكان ولا الزمان.
ومن الواضح أن رئيس الجمهورية أدرك قيمة الرجل ومكانته الوازنة، والأيام القادمة كفيلة بإثبات صحة هذا التقدير.
إنها ريمونتادا في الوقت بدل الضائع أربكت الخصوم، وخلطت أوراق الساسة، وأكدت أن الحنكة لا تحتاج إلى ضجيج.
بقلم سيدي محمود عبدي
صحيفة المرآة نعكس الواقع كما هو