أخبار عاجلة

نداء استغاثة من التعاونيات الزراعية القروية في ولاية اترارزة

18 أكتوبر,2025 - 15:27


لم تعد التعاونيات الزراعية القروية في وادي نهر السنغال (موريتانيا) تخفي غضبها.

ففي يوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، وأثناء توزيع البذور والمعدات الزراعية الذي نظم في المندوبية الجهوية للزراعة في اترارزة، تحوّل الأمل الذي طالما راود المنتجين إلى خيبة أمل مريرة.

في ذلك اليوم، لاحظت العديد من التعاونيات، بدهشة كبيرة، ضآلة الدعم المقدم لها.

“لقد أنجبت الجبال فأراً”، تقول إحدى المنتجـات ورئيسة تعاونية نسوية بلهجة ساخطة.

كيف يمكن فهم أن تعاونية تضم أكثر من 50 عضواً لا تتلقى سوى مجرفة واحدة، ومشـط زراعي واحد، وعلبة تحتوي على 250 غراماً من بذور الكرنب، مع بضع مئات من الغرامات من بذور الطماطم والفلفل والباذنجان والخس والسلطة؟
إن هذه الكميات الرمزية بعيدة كل البعد عن تلبية الحاجات الحقيقية للمنتجين، فضلاً عن كونها لا تنسجم مع الرؤية المعلنة لتحقيق السيادة الغذائية الوطنية.

نحن نقرّ بأن هناك جهوداً تُبذل، لكنها كثيراً ما تُحرّف عن أهدافها الأصلية.

ونعترف بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة الموريتانية لدعم القطاع الزراعي،
لكن على المستوى القاعدي، لا تصل هذه المساعدات دائماً إلى المستفيدين الحقيقيين.
فإن الخلل في سلاسل التوزيع يحرم التعاونيات القروية — وهي الفاعلون في الصف الأول — من الوسائل الملموسة التي تمكّنها من الإنتاج الفعّال.

«لا نحصل لا على التمويلات، ولا على المعدات الزراعية (كالتراكتورات والحصادات)، ولا على المدخلات الزراعية ذات الجودة»
نحن متعبات!
تصرخ بذلك رئيسة إحدى التعاونيات النسوية.

ومع ذلك، تلعب التعاونيات الزراعية القروية دوراً حاسماً في تنمية البلاد.
فهناك أكثر من 150 تعاونية تضم حوالي 30 ألف منتِج ومنتِجة.
وهي تساهم بشكل فعّال في خلق فرص العمل للشباب والنساء، وفي مكافحة النزوح الريفي والهجرة غير النظامية، كما تسهم في تحقيق الأمن الغذائي في موريتانيا.

ورغم هذه المساهمات، ما تزال هذه التعاونيات الحلقة الأضعف في القطاع الزراعي: مهمّشة في البرامج، ضعيفة التجهيز، ونادراً ما يُصغى إلى صوتها.

إننا نوجه نداءً عاجلاً إلى معالي وزير الزراعة والسيادة الغذائية لاتخاذ إجراءات حازمة تضع حداً لهذه المظالم وتعيد الثقة بين الإدارة والمنتجين.

كما نلتمس العناية السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد الشيخ الغزواني، لكي تتمكن التعاونيات الزراعية القروية — وهي الركيزة الأساسية للعالم الريفي — من الحصول على التمويلات والمدخلات والمعدات الزراعية بشكل عادل ومنصف.

إن مستقبل السيادة الغذائية الوطنية يعتمد عليها،
وهذه التعاونيات تقول اليوم بصوت واحد:
نحن متعبات… لكننا نريد أن نعمل!

بقلم: حبيب ساليـو صال
رئيس التعاونية الزراعية تخاو نغير يُكوتي مباي مي
البريد الإلكتروني: sallhabib65@gmail.com

التعليقات مغلقة

إلى الأعلى