صحيفة المرآة نعكس الواقع كما هو
توصيات لإنجاح الحوار السياسي الوطني:
بصفتي مواطنا موريتانيا مهتما باشأن السياسى في وطني و بمستقبله، لا يسعني إلا ان اثني بكل إخلاص على مبادرة الرئيس محمد ولد الشيخ محمد الغزواني للدعوة إلى حوار سياسي وطني. كما اثني على استعداد جميع الأطراف، سواء من الأغلبية أو المعارضة، للمشاركة في الحوار المرتقب، وأعرب عن أملي الصادق في نجاحه.
لن أخوض الآن في نقاش القضايا السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية الشائكة قبل انطلاق ورشات الحوار. ولكن أؤكد على الأهمية الأساسية للإحترام المتبادل لحقوق جميع الأطراف في التعبير، و أخذ توصياتهم و مقترحاتهم بجدية تامة.
و انطلاقا من فهمي لمبادئ الحوار البناء و اعتمادا على تجربتي في هذا المجال ، أقدم التوصيات التالية لإدارته:
أولاً. المبادئ الأساسية لنتائج الحوار:
يجب أن يسعى الحوار السياسي الوطني إلى تحقيق الإجماع على مخرجاته و ان تنطلق هذه المخرجات من المبادئ التالية:
- التمسك بمبادئ و قيم ديننا الإسلامي الحنيف.
- تعزيز وحدتنا الوطنية.
- الاحترام و التماشي مع تنوع هوياتنا الثقافية العربية و الأفريقية.
- الحفاظ على الحوزة الترابية للوطن وحماية استقلاله
وموارده.
ثانياً. الأولويات والأهداف الرئيسية للحوار:
يجب على الحوار أن:
- يكون شاملا لجميع الأطراف.
*يعطي الأولوية للتشاور و التوافق. - تكون له أهدافاً واضحة.
- ينطلق من مبدأ الحياد السياسي.
- يعزز مبدأ الشفافية.
- يحدد التحديات التي أعاقت تقدمنا و ان يعالجها بحسم.
- تحظى مخرجاته بالإجماع.
بالالتزام بهذه المبادئ و الأولويات و الأهداف يمكن للحوار السياسي الوطني أن يكون محلا للإجماع و معززا للوحدة الوطنية و الاستقرار من خلال التوصل إلى توافق في الآراء حول القضايا الشائكة ، وتعزيز المشاركة السياسية.
ثالثًا. المخرجات المتوقعة للحوار السياسي الوطني المرتقب:
يجب ان تتمحور مخرجات الحوار السياسي حول:
- تعزيز الوحدة الوطنية.
- تعزيز الحكم الديمقراطي و سيادة القانون.
- تعزيز الاستقرار السياسي.
- دفع التنمية الشاملة.
- تحقيق الرفاه الاقتصادي.
- تحقيق العدالة الاجتماعية.
يتطلب تنظيم ونجاح الحوار السياسي الوطني وضع جدول أعمال واضح و التزامًا ثابتًا ونهجًا منظمًا بدقة، كما يتطلب وضع خارطة طريق شاملة وقابلة للتنفيذ لضمان التنفيذ الفعال لجميع المخرجات التي يتم التوصل إليها و في الآجال التي يتم الاتفاق عليها. و في حين أن الحوار السياسي شأن وطني داخلي، يمكن للشركاء الدوليين تقديم الدعم الدبلوماسي و المعنوي للحوار و مخرجاته.
رابعا. رؤية لموريتانيا مزدهرة:
انني على قناعة أن الحوار الوطني المرتقب سيمثل بداية جديدة لموريتانيا مزدهرة، آمنة، و مستقرة، و قادرة على أن تكفل لجميع مواطنيها، وبدون تمييز، كامل حقوقهم السياسية والاقتصاديه والاجتماعية و أن تصون كرامتهم، و حيث العمل على تسريع وتيرة النمو من أجل النهوض بالإقتصاد الوطني وتحقيق التقدم والإزدهار والرفاهية.
سيضع هذا الحوار، بشكل أساسي، حجر الأساس لجمهورية جديدة و نموزج ديمقراطي موريتاني جديد، على قياس الشعب الموريتاني ومن أجله بعيدا عن الأعباء والعقبات التي نشأت عن تبني نماذج مستوردة مما سيسمح لنا بصياغة نظامنا الديمقراطي الخاص.
و في الأخير ، أود أن أقترح لميسري الحوار السياسي الوطني المصادر التالية، التي ارى أنها قد تفيد في تحضير الحوار و إنجاحه،
- ﺣـﻮار اﻷﺣـﺰاب اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ: دليل مسير الحوار
The Oslo Center
International IDEA
NIMD - لحوار الديمقراطي : دليل عملي
Democratic Dialogue – A Handbook for Practitioners
(CIDA)
(International IDEA)،
(OAS)، والأمانة العامة لمنظمة الدول
(UNDP)
سيد احمد موريس بنزا
19/03/2025