تنقسم المواقع الإخبارية الإلكترونية المحلية إلي فسطاطين فسطاط معتدل ، ومهني يتوكأ علي الدقة ، والمصداقة في كل خبر ينشره ، أو حدث يحلله ، وفي الكسب ينتهج طرائق الشرف حفاظا علي الإسم ، والوسم من جميع الأدران التي تنزل صاحبها الدرك الأسفل من حضيض السحف ، والتفاهة أما الفسطاط الآخر فهو ذباب لاتنجو منه آنية ولاقدح ، وطفيليون طعامهم فتاة الإبتزاز وشرابهم أمواه مراحيض السؤال .. اسمهم البشمركة قاتلهم الله أني يؤفكون .. أنيابهم النتنة تظل تنهش لحوم وأعراض الناس .. تجدهم في مناكب الأرض منتشرين كالجراد يحسبون أنفسهم ثقالا وهم عند الريح أهون من العهن المنفوش ، وعلي موازين القيم قلامة عفت عليها سوالف الدهور يتساندون أمام مكاتب المسؤولين كالخشب ، أو أعجاز النخل الخاوية ، وعندما لم يظفروا بشيئ من سحت الكتابة يدونون بدمع أقلامهم العرجاء أخبارا زائفة ، أو تهما ملفقة عن هذا المسؤول، وذاك مستخدمين عبارات جاؤوا بها من عند أنفسهم (وزير يتطاول ، ووزير يرتبك ) وهي عبارات اشتهرت في الآونة الأخيرة من خلال كتابات هذه الثلة البائسة ، ومما يدل بشكل كبير علي تعاستهم وعظيم إفكهم هو نشرهم لصورة سبق وأن نشرتها إحدى الصحف السعودية لمعالي وزير التوجيه الإسلامي السيد أحمد ولد أهل داود حين كان مستشارا يحمل حقيبته الشخصية إلي جانب رئيس الجمهورية في مناسك الحج ، وقالوا بأن تلك الحقيبة للسيد الرئيس كلف الفقيه بحملها ، وكأن العالم المستشار أصبح مرافقا عسكريا ، أومديرا للديوان يكلق بحمل الحقائب ، وحفظ الأسرار وما إن انتهوا من كذبتهم هذه حتي أتبعوها بأختها تهمة معاليه بالتعالي على العاملين في وزارته ، وهي تهمة لايمكن بأي حال من الأحوال أن تجوز في حق رجل أراد الله به خيرا ففقهه في الدين ، وجعله قامة علمية سامقة من علماء هذا البلد الأعلام ، وفقهائه المتمكنين عرف بالتواضع والأخلاق ، والفضل الكثير… ولي أمرا من أمور الشأن العام كسائر الناس .. ربما تكون نظرته لتسيير المال العام ، وحرصه علي محاربة الفساد كعالم ، وفقيه لا تصادف هوي في قلوب آخرين ، أما بشأن المعاملات الأخري فهو بعيد كل البعد عن ما يزعمون .. لكن البشمركة لما أيقنوا بأن سم لحوم العلماء لا يقتل إلا نكالا في الآخرة ، آثروا الدنيا وزينتها ، وصاروا لايمدحون وكما هو معلوم إلا من لعقوا من قدور مفاسده لأنهم وصلوا إلي درجة الرسوخ في علوم الجشع وهي درجة لم يصلها في عصره كبير أجدادهم أشعب بن جبير .